البعد الاخر مصعب بريــر رمضانيات: رمضان فى السودان .. عادات ، روحانيات و تضامن اجتماعى ..!

» يكشف المجتمع السوداني خلال شهر رمضان عن عاداته الاصيلة وتقاليده الراسخة التي تجسد قيم المحبة والتواصل الاجتماعى وتنم عن التجانس بين افراده.

» يبدأ الاحتفال بشهر رمضان عند أهل السودان قبل مجيئه بفترة طويلة؛ فمع بداية شهر شعبان تنبعث من المنازل السودانية رائحة جميلة، هي رائحة (الأبري) ، (الابري الأبيض) و (الرقاق) .. واستعمالها غالبا ما يكون محصورا على الفطور أو السحور لأنه يساعد على تحمل العطش إلى جانب مشروبات أخرى رائجة مثل (التبلدي) و الكركدي والعرديب (التمر هندي) وغيرها ، لتفوح رائحة هذه المشروبات عند إعدادها وتعطر أرجاء الأمكنة فتذكر الناس بمقدم الشهر الكريم ..

» ويستقبل أهل السودان شهر الخير بالفرح والسرور، ويهنئ الجميع بعضهم بعضًا بقدوم هذا الشهر المبارك، من عبارات التهنئة المتعارف عليها بينهم في هذه المناسبة قولهم: (رمضان كريم) وتكون الإجابة بالقول: (الله أكرم) أو: (الشهر مبارك عليكم) أو: (تصوموا وتفطروا على خير) ..

» شهر رمضان المبارك له وقع خاص في نفوس السودانيين ويرتبط بطقوس خاصة استعدادا لمجيئه، مما يتطلب تجهيزات للطعام والشراب للأسر، ومما يلفت النظر عند أهل السودان أن ربّات البيوت اعتدن على تجديد وتغيير كل أواني المطبخ، احتفالاً وابتهاجًا بقدوم شهر رمضان، وترتيب أماكن الإفطار الجماعية واستعدادات الجمعيات الخيرية لإيصال الاحتياجات الرمضانية للفقراء والمساكين قبل وقت كاف، بجانب التهيئة النفسية والروحية للمجتمع، مما يجعل من الشهر الكريم لوحة إنسانية تعكس أصالة أهل السودان ومحافظتهم على تقاليدهم ..

» المائدة الرمضانية وفي الريف تحديدا لم تتغير كثيرا لكن في المدن تغير الحال مع متغيرات الحياة، فأصبحت هنالك بيوت خبرة ماهرة تقوم بإعداد كل متطلبات مشروبات رمضان وتجهيزها وتغليفها وبيعها للجمهور بأسعار معقولة ، لكن توجد أسر محافظة مازالت تتمسك بطقوسه وإنتاجه في المنزل ..

بعد اخير :

من اجمل ما وثقه الباحث الدكتور عبد القادر سالم عن رمضان بالسودان قائلا : ينشط الحراك الفكري والثقافي والرياضي والاجتماعي في شهر رمضان فتعمر المساجد بذكر الله والنوادي والتجمعات بإثراء الحراك الثقافي، مشيرا الى أن التراث الغنائي السوداني احتفظ بأغنيات رمضان استقبالا ووداعا وتذكيرا بفوائده وخيراته، وحث الناس على الطاعة واغتنام وقته لكسب الأجر وتقديم الخير للناس، موضحا أن المجتمع يكون في حالة نشاط دائم لتقوية أواصر المحبة بين الناس ونشر الفضيلة وتقديم صورة تعلم الأجيال حب الوطن، وأنه شهر للتقوي والعمل والانتاج وليس للكسل والخمول، ومن الأنشطة تجمعات الشباب وتذكير الناس بالسحور (المسحراتي) حيث يطوفون معه قرب وقت السحور بالأحياء وهم يضربون على الطبل لتذكير الناس بوقت السحور وأهميته وتقدم لهم الأسر السحور أثناء تجوالهم ويبقى النشاط نوعا من أنواع الأنشطة المجتمعية التي تعزز الترابط والتكاتف في المجتمع السوداني ..

بعد تانى :

اللهم ان شعب السودان المسلم المسالم المؤمن يحبك ويحب رسولك الكريم محمد صل الله عليه وسلم ، اللهم هذا حالنا لا يخفى عليك و هذا ضعفنا ظاهر بين يديك فعاملنا اللهم بالإحسان إذ الفضل منك و اليك ، اللهم إنا نشكو إليك ضعف قوتنا و قلة حيلتنا و هوانا على الناس يا أرحم الراحمين أنت ربنا إلى من تكلنا إلى قريب يتجهمنا ام إلى بعيد ملكته أمرنا ، أنت رب المستضعفين و أنت ربنا لاتؤخذنا بما فعل السفهاء منا ، اللهم انا نسألك بهذا الشهر الكريم فرجا و لطفا على اهلنا في جميع ربوع السودان و في كل مكان … الطف بعبادك يا رحمن يا رحيم …

حسبنا الله ونعم الوكيل

اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا يا أرحم الراحمين
25 مارس 2023م
musapbrear@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *