تظل دارفور المحمل محفورة في وجدان السودانيين كما تظل الوثائق التاريخية لأهل السودان والعالم المكتوبة باللغة العثمانية (التركية القديمة).. واللغة العربية تعبر عن ما تناولت هذه الوثائق المهمة .. فإن محمل دارفور الذي كان يرسل إلى مكة المكرمة بصورة راتبة كل عام كان يحمل معه كل السودان بقيمه ووفائه للدين والقيم والمكرمات .. هذا المحمل كما نعلم قديم قدم التاريخ وهو عادة من عادات سلاطين تلك المنطقة العريقة بأهلها .. فإن تناول الوثائق العثمانية لهذا.. الجانب فيه إعتراف بعظمة أهل دارفور الذين بذلت لأجلهم الحكومات السابقة كل أسباب الاستقرار والطمأنينة.. عرفانا لهذا الجهد وهذا التاريخ الحافل.. حيث أتجهت بالتنمية والتطوير عبر الطرق والخدمات والتعليم ومشروعات حصاد المياه.. هذا مما جعلنا نورد هذا العنوان ونشبههم بال ياسر في صبرهم على الابتلاء..كما قيل في الأثر عن
ابن هشام في السيرة النبوية..(وكانت بنو مخزوم يخرجون بعمار بن ياسر.. وبأبيه وأمه ـ وكانوا أهل بيت إسلام ـ إذا حميت الظهيرة، يعذبونهم برمضاء مكة ( الرمل الحار من شدة حرارة الشمس )، فيمر بهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيقول: ( صبراً آل ياسر، فإنَّ موعدَكم الجنة ) وقد ظل اهل دارفور صابرين محتسبين يعزونا الاسلام ويعملون على تمكينه في الحياة العامة.. وشهدنا معهم خلال أعمال مشروعات حصاد المياه ترابط المجتمع وكرمه و الصلوات والأذكار التي تجعلك أقرب لدوح المدينة المنورة خشوعا وتذكية.. فإن الحرص على الدين والعقيدة تجده لدي جميع أهل دارفور بلا استثناء .. لوح ودواية واوراد راتبة يرتلونها في خشوع عند الفجر وعند مغيب الشمس.. وقد شهدنا لهم بذلك حين كنا ضمن فريق العمل المكلف بالدراسات المعنية بمشروعات حصاد المياه.. التي جعلتها من بعد ذلك الأمم المتحدة ضمن أهداف الالفية الانمائية للعام 2030..
ربما الحروب والنزاعات والصراع على المرعى قد صرف الناس كثيرا عن التنمية لكنه عبر أيضآ عن أهمية هذه المشروعات وأثرها الجيد في التنمية.. لذلك كان الإجتهاد في إقامتها في كل أرجأ الولاية.. في ام دافوق واللعيت والطويشة وابو دزة وبليل وأم كدادة وام جداد وهلالية ورهد أم قديب ووبوبا وطرف جري و كرنوي المالحة.. وغيرها.. اخريات يضيق المجال عن ذكرها.. مما شكل عودة للحياة إلى طبيعتها في معظم أنحاء الولاية الكبري بفضل إنشاء هذه المشروعات فإن حصاد المياه مشروعات يجب أن تمضي للأمام .. كل ذلك بناء على أهمية الموارد المائية في تحقيق التنمية المستدامة وبسط الأمن في هذا الإقليم الواعد.
حيث كان برنامج صفرية العطش الذي شمل السدود ، والحفائر والآبار، ومحطات المياه، بسعات كبيرة في عدد من مناطق الولايات عمل مقدر وقد تم ذلك حسب الدراسات المجازة لأجل تحقيق التنمية في دارفور كلها.. تحقيقا لاستقرار المواطنين والمساهمة في برامج العودة الطوعية وتوطين المرعى هذا الواقع يحتاج الان الى المتابعة الإدارية الجيدة لهذه المشروعات المنفذة في مجال حصاد المياه تحقيقا للاستدامة المطلوبة بجانب أهمية إقامة مزيد من هذه المشروعات المهمة.
هذا يدفعنا الي القول أن الأون يستمر هذا الجهد ويتصل من أجل المحافظة على هذه الموارد المائية وتطويرها كما يدفعنا ذلك الي القول بضرورة التعاون بين الجميع في المحافظة عليها واستدامتها في ظل تحديات تغير المناخ والجفاف المتوقع في الفترة القادمة.. كما نؤكد حسب الخبراء بإن المياه الجوفية المتاحة في دارفور تعد كافية إذا أحسنت إدارتها ووظفت التوظيف الأمثل كما ان انسان دارفور يحتاج بصورة حقيقية الي التنمية جراء صبره وجراء حرصه على الأمن والسلام والطمأنينة.. لذلك يجب أن تنهض المؤسسات المعنية والوزارات في إستمرار هذه المشروعات و استقطاب الدعم اللزم لاقامة المزيد منها هذا يعزز فرص السلام ويوفي أهل المحمل بعض من حقوقهم في التنمية الاجتماعية والعيش الكريم.. لذلك تظل دارفور بعض مما ترك آل ياسر وكل مستقبل اهل السودان.
دمتم بخير..،
Shglawi55 @gmail.com