يتحدث كثير من الغربيين هذه الأيام على وسائل التواصل عن قصة المرأة المسنة Lisa Edwards التي طُردت من مستشفى في ولاية تينيسي الأميريكية. حيث تُظهر مقاطع فيديو كيف جاء البوليس ليطرد المرأة خارج المستشفى بعدما رفضت ليزا مغادرته، مصرة على أنها بحاجة للعلاج. ومع إصرارها جاؤوا لها بسيارة شرطة ليأخذوها إلى السجن. وحملوها حملاً إلى السيارة.
ترجتهم ليزا أن يعطوها البخاخ لأنها لا تستطيع أن تتنفس، وقالت لهم” “أنتم تقتلونني بهذا، سأصاب بجلطة”، وكان لسانها ثقيلاً بما يُشعر أنها قد كانت أصيبت بجلطة بالفعل…ومع ذلك لم يستمعوا لها..
منظر المرأة مؤلم وهي تعامل ككيس قمامة كما عبر بعض المعلقين.
ثم التقطت كاميرا سيارة الشرطة اللحظات الأخيرة لليزا وهي تتنفس بصعوبة وتتوفى بجلطة بالفعل…ثم جاء الشرطي وقال لزميله: “لا تستجيب..لا أعرف إن كانت تمثل”!!
طبعاً هناك اعتراضات واحتجاجات في الوسط الغربي على هذه المعاملة القاسية، ومطالبة بمعاقبة الشرطة…لكن، في غياب النظام الاجتماعي المستند إلى الوحي الرباني، ستبقى هذه النماذج تتكرر وتتتكرر. فليست الأولى، ولن تكون الأخيرة.
هذا المشهد لن تراه في أفلام هوليوود التي تلمع لك “الحضارة الغربية”..
لن تراه في منتجات نتفلكس..
لن تراه في الدعايات التي تملأ شوارع بلاد المسلمين عن “تمكين المرأة” و”استقلاليتها الاقتصادية”..
لن تراه في محاضرات مؤسسات المجتمع المدني المدعومة من الغرب ومن الأمم المتحدة وهي تحدثك عن ضرورة ثورة المرأة على السلطة الأبوية وعلى مفهوم القوامة و”الأدوار النمطية” و”الموروثات التي تميز على أساس النوع الاجتماعي”..
المهم الآن لدى هؤلاء هو إخراج المرأة من حماية رجالها، وتثويرها عليهم، وجعل الأزواج في البيوت كالديكة المتصارعة..
حتى إذا انتهى المطاف بالمرأة المسلمة إلى ما انتهت إليه المرأة الغربية قال شياطين الإنس ما سيقوله زعيمهم يوم القيامة… ﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22)﴾ (سورة إبراهيم).
ولمن سيقول: “لكن في مجتمعاتنا ظلم…لكن…لكن…”
الجواب: الظلم نحله بالاحتكام جميعا إلى شرع ربنا، لا بفتح الباب لذئاب الأرض وضباعها ليفسدوا مجتمعاتنا وهم فاشلون في إنصاف المرأة في مجتمعاتهم. والإسلام الذي رتب العلاقات في الأسرة والمجتمع بمفاهيم الولاية والقوامة والتراحم هو الذي أمر بحماية الأنثى بنتاً وأختاً وزوجة وأماً وأختاً للمسلمين في الله بما يمنع هذه النماذج من الحدوث.
فلا تغتروا بالذين يريدوننا أن نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، ويريدون أن نستعيض عن شرع الرحمن بحثالات شياطين الأنس.
والله المستعان.