البعدالاخر مصعب بريــر وماذا بعد تحرير الخدمات العلاجية .. كيف يتعالج الفقراء (2) ..؟!

» بعض الزلنطجية يعتقدون ان مجانية العلاج لاتحتاج سوى لهتافات سياسية هستيرية بصوت مبحوخ تعقبة صفقة مموسقة ولا باس من بعض الترانيم المحبوكة وى وى وى وبس ..

» وفات عليهم بان تمويل الصحة اضحى احد العلوم الاقتصادية الدقيقة التى تستند على سياسات كلية طويلة المدى تطبق بصرامة لا تقبل منهجية القطر قام أو التسويف أو الشو السائد حاليا ..

» دعونى اليوم أبحر معكم قليلا وتملأنى الهموم والاشفاق على الزملاء الذين ابتلاهم الله بقيادة سفينة القطاع الصحى فى بحور عهد اللادولة الذى تعايشه بلادنا المغلوب على امرها ، واعتقد جازما بان لهم اجران ..

» وبسم الله نبدا بتصريح مدير الطوارئ الصحية بولاية الخرطوم الخميس .. فقد أكدت مدير إدارة الاستعداد المبكر بادارة الطواريء والأوبئه بوزارة الصحة ولايه الخرطوم د.جيهان عيسي أن الوضع بشأن حمي الضنك في الولاية يحتاج إلى تضافر الجهود ، ومنظومة صحيه منهجية خاصة ، و أن الناقل وصل الخرطوم التي تعتبر بوابة لكافة ولايات السودان ، وشددت د. جيهان على ضرورة التحرك سريعا للسيطرة على الوباء ..

» من جانبها رسمت مسؤول التعزيز بإدارة الطواريء والأوبئة، أماني أحمد، صورة فيها كثير من الخطر و نوهت إلى أن وزارة الصحة ولاية الخرطوم لا تستطيع لوحدها محاصرة هذا الوباء خاصة وأن ٥٠% من الناقل متواجد في المنازل ما يجعل السيطرة عليه مكلفة .. هذه واحدة ..

» أمّا أما الحادثة الثانية فقد اوردها ابوغفران فى مقالة عن “فنى الفراشات الاطفالية” سائق الركشة ، الممرض المحترف المحترم الذى وجد انه من الاكرم له الهجرة للعمل كسائق ركشة بعد ان كان من اميز ممرضى مستشفى أمدرمان بعد مضايقات مديره الطبى بحسب المقال ولكن للمفارقة حتى العاملين بمستشيفيات أمدرمان يوجهون أولياء الأطفال للذهاب لـ “عبدو فراشات” لتركيب الفراشة باختراف ولك ان تتخيل يا مؤمن ان صف طالبى تركيب الفراشة ينتظم يوميا قدام ركشة “عبدو فراشات” وهو يقدم خدماته المجانية بكل همة وانسانية للحائرين الحاملين لفلزات اكبادهم باياديهم الصغيرة الممزقة بثقوب عديمى الخبرة فى تركيب الفراشات بمؤسساتنا الصحية .. نكتفى

» والحال هكذا مطلوب من مسؤولى الصحة تقديم الخدمات الصحية والبحث عن تمويل الصحة فى هذا الزمن البئيس ، واعتقد جازما بان الحيرة والالم وقلة الحيلة تعتصر قلب المحترمة مدير الطوارئ ومكافحة الاوبئة وهى تعلم أين الداء ، ولكن تعوذها امكانيات توفير الدواء فطفقت تفتح خشم البقرة عسى ان تجد من يعينها من القوات النظامية أو المنظمات الوطنية أو الشعب السوداني الفضل أو أى زول زاتو على قول دعاية زين .. فكيف نسيطر على الاوبئة فى ظل انعدام التمويل الماثل حاليا ..!؟

بعد اخير :

تشرفت بالمشاركة فى ورشة الخطة الاستراتيجية للصحة ربع القرنية بروتانا السلام انذاك ، واذكر حينها كان أهم محور هو تمويل الصحة ، وتم الاتفاق على ان يرتكز محور تمويل الصحة مستقبلا على مصدرين اولاهما ما تجيزه الدولة من ميزانيات مع ضرورة رفع نسبة ما يخصص للصحة لـ 15%، و الثانى هو التامين الصحى بعد اعادة اصلاح منظومته ليتماشى مع سياسات تمويل الصحة المجازة واولى خطوات ذلك يتمثل فى خروج التامين الصحى من تقديم الخدمات الصحية وفتح باب المنافسة فى تقديم خدمات التامين الصحى للقطاع الخاص .. فما الذى يمنع الاستفادة من هذه الخطط فى اصلاح منظومة تمويل الصحة العاجزة ..؟!

بعد تانى :

واخيرا فإن الخدمات الصحية تعد من اهم مكونات مكافحة الفقر ، فالمرض يعطل الانتاج ويجلب الفقر ، فاذا اردنا ان نكافح الفقر فلابد من الاستثمار فى الصحة “وقاية، علاج وتعزيز” ، ويجب الزام ديوان الزكاة بتصميم برامج تخفيف تكاليف العلاج على الفقراء بتحديد نسبة لا تقل عن 30% من ايراداته لتصرف على هذا البند ويحاسب عليها ويراقب على عدم الايفاء بها عبر ديوان المراجع العام ، وتشجيع مكون المسؤولية المجتمعية للشركات فى دعم الصحة عبر منح نسب من الاعفاءات الضريبية للشركات الفاعلة فى هذا المجال .. وضرور تغطية خدمات الطورائ بالقطاعين العام والخاص مجانا عبر الاستفادة من تجارب الدول التى نجحت فى هذا الأمر .. وما التوفيق إلا من عند الله تعالى ..

حسبنا الله ونعم الوكيل

اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا يا أرحم الراحمين
12 مارس 2023م
musapbrear@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *