» لم يلتفت أحد إلى صرخة بعض الخبراء عام 2013 عندما أكدوا أنّ معظم المعدّنين هم صغار السنّ، وأنهم يتعاملون مع الزئبق وكأنه ملح الطعام. وعلى الرغم من حملات التوعية التي أشرف هؤلاء عليها، لم يجدوا أذناً صاغية، فالحكومة تريد الذهب اليوم، وبأي طريقة، دونما التفات لما قد يحدث في الغد.
» يستخدم السيانيد في تنظيف وتلميع المعادن مثل الذهب والفضة، وفي صناعة المطاط الاصطناعي والصناعات الكيميائية المختلفة، وهو من أسرع السموم قتلاً وأشدّها فتكاً. وقد اشتهر بين العامة عن طريق أفلام الجاسوسية والاستخبارات التي تمجد هذا السم. إذ يسبّب السيانيد قصوراً هائلاً في إمداد الخلايا بالأوكسجين عن طريق الارتباط بجزيئات الحديد المؤيّن. وهناك أكثر من أربعين نظاماً إنزيمياً تتوقّف أنشطتها عند تسمّم جسم الإنسان بالسيانيد. فقد أشارت الدراسات الحديثة إلى أنّ استنشاق 200 إلى 500 جزء من هيدروجين السيانيد موجودة في مليون جزيء من الهواء لمدة 30 دقيقة، يؤدي إلى موت الإنسان.
» ويقول خبراء إن المادة المستخدمة في السودان هي سيانيد الصوديوم، وهو مركب في غاية الخطورة يسبب التعرض المطول له، وبتركيز منخفض آلاما حادة ودائمة في الرأس، وانعدام الشهية والدوار والتهيج في الأعين وفي الجهاز التنفسي ونمو غير عادي في الغدة الدرقية، ويتسبب أيضا في تغيير الجينات وينتج أطفالاً مشوهين وتصيب المادة البيئة بأضرار بالغة ما لم يتم معالجتها بمعادلتها بالماء.
» على الرغم من ان اتفاقية ميناماتا بشان الزئبق وجهت فى العام 2021م الدول الأطراف بضرورة اعداد خطة وطنية لتخفيض استخدام الزئبق وإلغاء استخدامه، حيثما أمكن، في تعدين الذهب الحرفي والضيق النطاق الا ان بحثى المضنى لم يتوصل لاى مسودة او حتى اهتمام بذلك حتى عند نقطة الاتصال الرسمية للدولة المتمثل فى المجلس الأعلى للبيئة والموارد الطبيعية الاتحادى وبالتالى علينا ان نفترض عدم وجود أى خطة وطنية موحدة للتعامل مع هذا الواقع شديد الخطورة حتى الان ولكم ان تتخيلو حجم العبث الذى تمارسة شركات التعدين فى ظل غياب الرقيب الرسمى ؟!!
بعد اخير :
» يبقى السؤال الاكثر الحاحا هو : كيف يتم التعامل الان مع البقايا الناتجة عن هذه العشوائية التى تمارس الان فى استخدام السيانيد، فهي عبارة عن نفايات صناعية شديدة السمية بسبب أملاح السيانيد التي تحتويها، ويجب ان يتم تخزين هذه النفايات عادة في أحواض يتم بناؤها بطريقة خاصة ومفتوحة للهواء الطلق وغير نافدة بإحكام تام على شكل سدود، وتحت تأثير الشمس والرياح على هذه الأوحال يتم تجفيفها عن طريق التبخر مما قد يجعل السيانيد يتلاشى ويكوِّن السيانات ثم الكاربونات وهي مركبات غير سامة، لكن الشركات الرأسمالية تتفادى هذه العملية، نتيجة تكاليفها العالية، ويقومون بطرح تلك النفايات على شكل أوحال شديدة السمية مباشرة في الوديان ومجاري المياه ليتم دمج تلك السموم في الفرشاة المائية الباطنية ودمجها في السلسلة الغدائية المحلية لينتج عن ذلك أمراض خبيثة وعاهات صحية مستدامة ومجلسنا الأعلى للبيئة والموارد الطبيعية وادارات صحة البيئة بوزارات الصحة تغط فى سبات عميق ..
بعد تانى :
وسؤال تانى أكثر الحاحا ، من يقوم بضبط استخدام السيانيد بالتعدين بالسودان ؟! وما هى الاجراءات التى يتم تطبيقها للتخلص الامن من نفاياته الخطرة ؟! وما هى الضمانات التى تم فرضها لضمان التزام الشركات المستخدمة للسيانيد بالتعدين بالاشتراطات الصحية والبيئية اللازمة للتخلص الامن من نفاياتها الخطرة ؟! بل من يستلم خلو طرف هذه الشركات من التزامات التخلص الامن للنفايات الخطرة التابعة لها ؟! واخيرا كم شركة تم محاسبتها أو مقاضاتها جراء فوضى التخلص العشوائى من نفاياتها الخطرة الملوثة بالسيانيد حتى الان ؟! لكم الله ايها الشعب السوداني الفضل فالقادم افظع ، ولا تنتظروا أى اجابة على هذه الاسئلة المشروعة ولكن عليكم بالدعاء والتضرع الى الله بالفرج والحماية فهو حسبكم ونعم الوكيل
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا يا أرحم الراحمين
4 مارس 2023م
musapbrear@gmail.com