الخرطوم: خاص كواليس
أوضح الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عبد الماجد عبد الحميد في حديثة لقناة كواليس عن الراهن السياسي أن الأوضاع في السودان تسير بطريقة فاجأت الجميع الذين
توقعوا تشكيل حكومة إنتقالية عقب سقوط نظام الإنقاذ.
وقال ان عدد من الوجوه خرجت من المشهد السياسي خلال السنوات الماضية بداية من مجموعة صلاح قوش في اليوم الأول وتلتها مجموعة من القيادات السياسية والاعلامية مشيراً إلى بداية تشكيل المشهد السياسي السوداني على واقع جديد، حتى وصلنا للمرحلة الحالية التي وصفها بذات الثلاثة أرجل
الأولى الخلافات الحالية بين الجيش والدعم السريع
ومايترتب عليها من واقع يؤثر بشدة على المشاهد السياسي.
والثانية تعتمد على بناء قوى محلية تؤثر عليها قوى إقليمية ودولية. ولايمكن قراءة المشهد بمعزل عن المشهد الأمريكي..
الرجل الثالثة هي مجموعة الإتفاق الإطاري.
وقال عبد الماجد ان البعض يرى ان أمريكا الآن منشغلة بمشاكلها مع الصين التي وصلت المرحلة إرسال مناطيد تجسس بالإضافة لقضيتها مع روسيا وداخلياً العلاقات داخل الحزبين الكبيرين الجمهوري والديموقراطي.. وظهور عدد من المنافسين الجدد لترامب
بالإضافة لدخول روسيا بثقلها في السودان وافريقيا الذي فاجأ امريكا.. إزاء هذا التطور أبدت أمريكا أهتماماً كبيراً بالسودان وقدمت دعوة مباشرة لمدير جهاز المخابرات السوداني الفريق مفضل لزيارة أمريكا والتي إلتقى فيها بقادة الأجهزة الأمنية والسياسية ومتخذي القرار، وأشار عبد الماجد إلى ان زيارة مدير المخابرات السوداني لأمريكا أحدثت تأثيراً كبيراً إذ إنتقل فيها الملف السياسي السوداني من الدبلوماسية لأجهزة المخابرات لذا تغير إهتمام السفير الأمريكي وأصبح نشاطه اجتماعياً.. وصرح السفير علنا برفض امريكا لبعض السياسيين السودانيين بصورة مباشرة لتسببهم في تخريب المشهد كياسر عرمان المرفوض من (كيمي) مسؤول عن ملف السودان والتي ترى ضرورة الإستقرار السياسي في السودان.
وأبان عبد الماجد ان
أمريكا تفضل الإستقرار السياسي على الديموقراطية حتى تلتقط انفاسها مؤكدا أن هذا الحرص نابع من وجود اكبر سفارة لأمريكا في المنطقة بالسودان ..
وأضاف المهم في هذه القضية هو ان المشاهد السياسي أصبح يتشكل من الخارج فلجان المقاومة انسحبت إذ هاجر بعضهم وتم استيعاب الآخر وعدد من السياسيين الفاعلين خرجوا أو أخرجوا وتم اسكاتهم.
مؤكداً أن المشهد لا توجد به قوى حية يمكن ان تبدي رأيها
وان القوى الموجودة غير مؤثرة وتم التوقيع على الإتفاق الإطاري مع قوى لا تآثير لها.
وأشار عبد الماجد إلى ان ورشة القاهرة احدثت تاثيراً كبيراً على المشهد وبعدها تم توقيع الإتفاق بين جعفر الصادق وعبد العزيز الحلو.
وقال عبد الماجد أن جعفر الميرغي ينفذ الأجندة المصرية ويقف في صف القاهرة عبره تمريره لرغبة مصر في إتفاق سياسي بالسودان.
وكشف عبد الماجد ان مصر تدعم الحركة الشعبية وتدرب قوات الحلو ولها علاقة كبيرة مع الحركة وتدعم الحلو بالمواد الغذائية والمعلبات كاشفاً عن تخفيف قضية فصل الدين عن الدولة في الإتفاق بعبارة (لا يمكن فصل الدين عن المجتمع)..
واشار عبد الماجد لارتفاع الأصوات المنادية بضرورة دمج قوات الدعم السريع في الجيش عبر حديث قيادات القوات المسلحة بضرورة دمج الدعم السريع. ووصف حديث كباشي ب (القندول الشنقل الريكة).. أعقبه حديث البرهان في نهر النيل وخطاب حميدتي في المؤتمر الصحفي..
وأوضح عبد الماجد أن حميدتي سيعود من الإمارات بعد أن قضى بها عشرة أيام
وجهت له القيادة الإماراتية نصائح بتخفيف حدة التوتر مع الجيش وابلغوه برفضه من مصر وأمريكا وليس أمامه إلا دمج قواته في الجيش وليس من مصلحة السودان وجود أكثر من جيش..
وتساءل عبد الماجد من سيواجه الدعم السريع ومن سيقاتل الدعم؟!.
وأشار إلى أهمية قبول قيادة الدعم السريع بقرار الدمج للخروج باقل المكاسب..
وأوضح ان القوات المسلحة تستطيع بحكمتها أن تقوم بعملية الدمج وليس من الحكمة ان تطالب القوات في كل مرة بدمج الدعم السريع
وقال عبد الماجد أن الإتفاق الإطاري قد إنتهى وفقد الدعم السريع كقوة داعمة إذ أن قوات الدعم السريع الآن مشغولة بالدمج .. لا بد ان يتعامل قادة الإطاري مع المكون العسكري أو مع مجموعة ألقاهرة.
وأبان ان البرهان بعد إجتماع الحركات المسلحة الاخير وتوقيع إتفاق جوبا
ضمن الحركات المسلحة في (جيبه) وأصبحت الحركات أصحاب مصلحة مع الجيش.
وكشف عبد الماجد أن نتيجة للخلافات والتوترات بين الجيش والدعم السريع سيستمر هذا الواقع ولن يتم تشكيل حكومة حتى نهاية العام لان الحكومة ستواجه معارضة الإسلاميين والشيوعيين معاً ولا يوجد عاقل داخلياً أو خارجياً يستطيع ان بشكل حكومة في هذه الفترة..
وختم عبد الماجد أن المشهد السياسي سيشهد المزيد من التشكيل وأن اليد الأمريكية عاقلة جداً لانها لا تريد تشكيل حكومة في هذا الوقت.