تقول الرواية أن أحد الرجال (الصناديد) أجرى عملية بواسير، وحينما إنتهت عملية التخدير و(فك منه البنج) شعر الرجل بآلام حادة، فأخذ يصيح ويصرخ بأعلى صوته.. (آااااااااخ يابطني… آااااه يابطني).
فتحلق حوله التيم الطبي، وعاجله الطبيب: مالك ياهذا فنحن لم نصب بطنك بأذى!!. فقال له المريض (الصنديد) ومال دايراني أقول (آاااخ ياشنو)؟.
صراخ مريض البواسير ينطبق تماماً مع حالة حميدتي هذه الأيام، فالرجل الذي إنقلب على ولي نعمته البشير بعد أن كان يملأ الصحف ووسائل الإعلام بالوقوف مع ترشيح البشير في إنتخابات2020 رغم أنف الدستور، ويقول بأن (الدستور ليس قرآن منزل)!!.
إنحاذ حميدتي للثورة المصنوعة وأصبح كالذي يتخبطه الشيطان من المس، (يصبح) مع الجيش ويدعم إعتصام القصر، ويحمل البرهان حملاً على إتخاذ قرارات 25 أكتوبر ويقول في حكومة حمدوك ما لم يقله مالك في الخمر، و(يمسي) مع قحت المركزي ويدعم الإتفاق الإطاري ويعلن ندمه على دعم قرارات 25 أكتوبر!!.
الأسبوع الماضي خرجت المعركة المكتومة بين الدعم السريع والجيش للعلن فصرح كباشي من جنوب كردفان بضرورة دمج الدعم السريع في الجيش وأكد على ذلك البرهان من نهر النيل وزاد على ذلك كيل بعير- بأن الإتفاق الإطاري الذي يتمشدق به حميدتي من إيجابياته أنه يعمل على دمج الدعم السريع في الجيش.
حينما أصاب قادة الجيش حميدتي في مقتل بالتصريح بدمج قوات الدعم السريع في الجيش، ولأن هذا الأمر يجعل من حميدتي مجرد عضو في هيئة أركان الجيش التي تنتهي بأجل معلوم، ومن شقيقه عسكري نفر، لم يستطع الرجل مواجهة الجيش فصاح حميدتي(آآآخ يابطني) ولجأ للشماعة المعروفة والسيمفونية المكررة والممجوجة (النظام السابق)!!.
إتهم حميدتي عناصر النظام السابق صراحة بالوقيعة بين الجيش والدعم السريع، وهي شماعة وهروب من مواجهة قادة الجيش الذين لم يعد حديثهم سراً.
يعلم حميدتي دون غيره أن عملية دمج الدعم السريع في الجيش ستحد من نفوذه السياسي وصلاحياته العسكرية وستجعل موارد وإستثمارات الدعم السريع تحت تصرف القوات المسلحة، لذا يتهرب من عملية الدمج ويتعلق بقشة الإطاري.
على حميدتي أن يعلم أنه لم يعد يشكل خطراً على قادة النظام السابق وأن من يصنع شيء يعرف كيف يهدمه ولكن قادة وعضوية النظام السابق الآن يفكرون فيما بعد حميدتي.
على حميدتي أن يكون صريحاً ويصرخ بمكان ألمه فالأطباء لم يصيبوا بطنه بأذي!!.