أخيراً نطق القاضي معز بابكر الجزولي ببراءة النزيهين ((ولا أقول المتهمين)) كمال عبداللطيف والعبيد فضل المولي في قضية استمرت منذ الرابع من يناير ٢٠٢٠ وحتي الثالث عشر من فبراير ٢٠٢٣ استمر خلالها الرجل الصالح كمال عبداللطيف حبيس سجن كوبر لا لتهمة جناها ولا جريمة اقترفها ولا ذنب علق به إنما لأن كاتباً شيوعياً تافهاً حقيراً وضيعاً مخنثاً خدع الشعب كله بما فيهم أهل الصحافة يوم أشاع أن الإنقاذ باعت خط هيثرو وقبض مجلس إدارة سودانير الثمن..فكان أول ما فعله الفاسد تاج السر الحبر أسوأ نائب عام مر وسيمر علي السودان أنه قام بالقبض علي الشهيدين الزبير أحمد الحسن والشريف أحمد عمر بدر والأستاذ كمال عبداللطيف قبض عليهم بسبب تلك الإشاعة ورفض أن يجري تحقيقاً عادلاً في ذات البلاغ فقد كان همه الأول والأخير أن يظلوا في الحبس تشفياً وتنمراً وحقداً وتنكيلاً فهم من زمرة خصومه السياسيين الذين يسره تطاول سنوات سجنهم وتعذيبهم..
أبقاهم بالسجن رافضاً التحقيق الجدي معهم رافضاً التحري والبحث والتنقيب الدقيق معهم عن التهمة رافضاً منحهم حق مقابلة الاخصائيين فكان طبيعياً أن تتدهور حالتهم الصحية لينتقلوا شهداء لله ظلماً وحيفاً وجوراً يشكون مظلمتهم لعزيز جبار فليستعد لها… ذات عدالة السماء لم تجعله يهنأ بالكرسي كثيراً بعد رحيلهم الصادم المر فقد أجبر علي مغادرةمنصبه بعيد ذلك بقليل…
تم تحويل البلاغ للمحكمة ومنذ الوهلة الأولي رفض القاضي المحترم عبدالمنعم عبداللطيف الاستمرار في القضية فتنحي عنها لأنه أدرك بنزاهته وضميره اليقظ أنه ليس هناك بينة يؤسس عليها البلاغ وأن كل ما في الأمر لايعدو أن يكون الا انتقاماً سياسياً يمنعه ورعه من الخوض فيه فأثر العافية مستبرئاً لدينه وضميره وتاريخه…
فكلف بالملف القاضي معز الجزولي ولأننا نعرفه ونعرف أسرته العريقة ذات الحسب والنسب بالقضارف ظننا وإن بعض الظن حق بأن الرجل سيرفض أن يتولي قضية سوء مثلها كلها حيف وبهتان واضطهاد ولكن من أسف سار في القضية بأسلوب فيه دخن لم يخلو من غموض وغلو وتعسف في سلطاته.. هاهو وبالرغم من أن كل شهود الاتهام أثبتوا براءة كمال عبداللطيف وبالرغم من أن كل شهود الدفاع شهدوا مطمئنين بحسن أداء كمال وبالرغم من أن جميع الشهود أكدوا علي أن أفضل فترة ازدهار وتطور شهدتها سودانير هي فترة هذا ((الكمال)) إلا أنه وبدلاً من شطب الدعوي الجنائية وتبرئته قام بمخاطبة هيئة الطيران البريطانية بلندن هنا تجسدت المعجزة الإلهية فقد جاءت شهادتها براءة ليس لكمال إنما براءة للإنقاذ كلها من تهمة ظلت تطاردها بسبب ذلك الرويبضة التافه الذي باع يوماً دينه وتنصل عن اسلامه وعقيدته من أجل نصرانية.. موضوع سنعود له تفصيلاً لكي يعرف الشعب السوداني دناءة وتفاهة ووضاعة هذا العربيد…
فقد حملت شهادة هيئة الطيران المدني البيريطانية أنه ليس هناك بيع ولايحزنون انما الأمر برمته متعلق بمبادلة سودانير زمن الإقلاع والهبوط مع شركة خاصة لموسم واحد ٢٠٠٨ انتهي في ٢٥ اكتوبر ٢٠٠٨ وعاد الخط لسودانير ومتي امتلكت طيران يمكن أن تقلع وتهبط في ذات الزمان بخط هيثرو…
بل زادت علي ذلك بتأكيدها أن خط هيثرو تعرض للايقاف مراراً بسبب عدم قدرة سودانير علي الالتزام بجدول الهبوط في الزمن المخصص لها بنسبة 80% وأيضاً لعدم انتظام الرحلات وعدم امتلاك سودانير لطائرات وفق مواصفات دول الاتحاد الأوروبي…
لتجئ الإفادة الأخيرة والتي قطعت قول كل تافه هماز مشاء بنميم أن: سودانير لها الحق الكامل في السفر إلي هيثرو متي وأني شاءت؟ …
أمام ذلك لم يكن أمام القاضي إلا أن ينطق بالبراءة الكاملة وسط عاصفة من التكبير والتهليل والدموع…
تلي حكمه ببراءتهم براءة شهدت بها لندن وشهود الإتهام جلهم أكدوا علي براءة الرجلين…
بعدها ضجت مواقع التواصل الإجتماعي تلعن ذلك الصحفي الخبيث الكذاب الأشر وتسخر منه… بل تحرك بعض المحامين لتحريك إجراءات قانونية في مواجهته ذات ما ستفعله أسرتا الشهيدين الزبير أحمد الحسن والشريف أحمد عمر بدر وهو يتسبب في رحيلهما بسبب كذبه وتطاوله عليهما…
هاهو القاضي أخيراً انتفض لصالح العدالة ورفض أن يحكم بغيرها في وقت كانت هناك محاولات يائسة لإدانة كمال من قبل حمقي اليسار الذين دوماً تحركهم مظان الغصب والابتزاز والظلم والعدوان والطمع..أغبياء مطبوعون علي التمسك بالخطأ..
استشعر حالة من الألم أننا قصرنا في حق هؤلاء الرجال يوم مكنا زنديقاً عبيطاً من سمعتهم وتركناهم يقاسون وحشة الظلم دون أن ندافع عنهم أمام الرأي العام..
اللهم إنا نبرأ إليك مما فعل هذا التافه الذي تسبب في قتل أعظم رمزين وطنيين نزاهة وصلاحاً وتقي وزهداً..
وكان سبباً في أن يسجن رجل في قيمة وقامة فارسنا كمال عبداللطيف بما امتلك من وعي كبير وعقلية إدارية رصينة وطاقة هادرة جبارة مكنته من المساهمة في كثير من المشروعات الكبيرة التي أنجزتها الإنقاذ…
أرجو أن يغفر لنا ذللنا وتجاوزنا فهو صاحب القلب الواسع الذي وسع الناس محبة وحياة ومروءة.
حاضرة: قيمة براءة كمال عبداللطيف جسدها ذاك التفاعل الكبير فلم أر فرحة نبعت من القلوب لحدث مثلما رأيت البارحة بعد نبأ براءته …
ثانية: أكبر إدانة لهذا الصحفي التافه هي تلك الهجمة الشرسة التي تعرضت له سخرية واستهزاء وشتيمة بل قيل عنه ما يكفي لالصاق كل مذمة به…
أثيرة: قرار براءة كمال عبداللطيف ستظل فينا وثيقة عصية علي النسيان أو الفناء أو الانقراض…
أخيرة:كمال عبداللطيف أثر باق.. صمود روح تقهر الظلم وترتاد الصبر وتتحدي الاضطهاد وتأبي العسف وتتوق إلي الحرية والكرامة فقط لأنه نفسوحق وجمال..