قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن بلاده لن تزود أوكرانيا بطائرات حربية من طراز “إف-16” (F-16)، وبينما صرح نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن تزويد كييف بمقاتلات أمر غير مستبعد، أفاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن روسيا بدأت “انتقامها الكبير”.
وردا على سؤال لصحافيين في البيت الأبيض أمس الاثنين عما إذا كان يؤيد إرسال هذه المقاتلات إلى كييف كما طلب منه ذلك عدد من القادة الأوكرانيين، أجاب بايدن “كلا”.
وصرح بايدن للصحافيين عندما سئل عن زيارته المرتقبة إلى بولندا “سأذهب إلى بولندا. لكن لا أعرف متى”.
ومع اقتراب الذكرى الأولى لبدء الحرب الروسية على أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط 2022، رشحت أنباء عن زيارة متوقعة لبايدن لبولندا ودول أوروبية أخرى لإظهار الدعم للتحالف الداعم لأوكرانيا.
وكانت دول غربية قد وافقت أخيرا هذا الشهر على تزويد أوكرانيا بدبابات متطورة تعد الأقوى في جيوش دول حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO). وأعطى هذا الدعم الأمل لكييف بحصولها قريبا على طائرات حربية من طراز “إف-16” لتعزيز قواتها الجوية، لكن القضية لا تزال قيد البحث في الغرب.
وأمس الاثنين أيضا، قال الرئيس الفرنسي ماكرون، عقب محادثات أجراها في مدينة لاهاي الهولندية مع رئيس وزراء هولندا مارك روته، إن تزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة لتعزيز قدرتها على التصدّي لروسيا “أمر غير مستبعد من حيث المبدأ”، محذّرا في الوقت نفسه من خطر تصعيد النزاع.
لكنّ ماكرون شدد على أن هناك “معايير” لاتخاذ أي قرار بهذا الشأن هي أن يكون هناك “طلب” بهذا المعنى قد “صاغته” أوكرانيا، وألا يكون هذا الأمر “تصعيديا”، وأن “لا يطال الأراضي الروسية بل أن يساعد جهود مقاومة” الهجوم، وأن “لا يضعف قدرة الجيش الفرنسي”.
من جهته، شدد رئيس الوزراء الهولندي مارك روته على أنه “لا محظورات، لكنها ستكون خطوة كبيرة” إذا تم تسليم كييف طائرات مقاتلة.
في سياق متصل، قال أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني إن كييف حصلت على إشارات إيجابية من بولندا بشأن مقاتلات من طراز “إف-16 جي إف إكس”، وهي مستعدة لنقلها إلى أوكرانيا بالتنسيق مع حلف الناتو.
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية العقيد يوري إهنات للجزيرة إن بلاده بحاجة إلى مقاتلات “إف-16” الأميركية لاستبدال أسطولها الجوي الروسي “المهترئ”، وإنها بحاجة إلى 25 طائرة مقاتلة على الأقل.
في المقابل، قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي إن أي قرار بإرسال طائرات “إف-16” إلى أوكرانيا سيتم بتنسيق كامل مع دول الناتو. وأضاف مورافيتسكي أن وارسو تتبع جميع خطوات تقوية القدرات الدفاعية الأوكرانية مع شركائها في الحلف، وبشكل خاص مع الولايات المتحدة.
وفي سياق متصل، قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن دعم الدانمارك الدفاعي يساعد على تزويد بلاده بالأسلحة والمعدات اللازمة، لكن “لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به لتحرير جنوب البلاد”.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده زيلينسكي مع رئيسة وزراء الدانمارك ميتي فريدريكسن التي رافقته في زيارة إلى ميكولايف وأوديسا جنوبي أوكرانيا.
وناقش زيلينسكي مع فريدريكسن إمكانية تعزيز الدفاع المضاد للطائرات والسفن في جنوب أوكرانيا.
وفي ألمانيا، قال المستشار أولاف شولتز إنه “لا يمكن تحقيق سلام على رؤوس الأوكرانيين، لذا وضعنا الانسحاب الروسي شرطا لمباحثات السلام”، وأضاف المستشار أن موقفه مشترك وواضح مع الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا في إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال الرئيس الأوكراني أمس الاثنين إن روسيا بدأت “انتقامها الكبير” من المقاومة الأوكرانية، في الوقت الذي أعلنت فيه القوات الروسية تحقيق سلسلة من المكاسب الإضافية في الشرق الأوكراني.
ويحذر زيلينسكي منذ أسابيع من أن موسكو تهدف إلى تصعيد هجومها على أوكرانيا بعد نحو شهرين من الجمود الفعلي على الجبهة الممتدة في جنوب البلاد وشرقها.
ورغم عدم وجود مؤشر على وقوع هجوم جديد أوسع نطاقا على الحدود، قال دينيس بوشيلين، الحاكم الذي نصبته روسيا على الأجزاء التي تسيطر عليها من منطقة دونيتسك، إن القوات رسخت موطئ قدم لها بفوليدار، وهي مدينة لتعدين الفحم كانت أطلالها معقلا أوكرانيا منذ بداية الحرب.
وقال زيلينسكي إن روسيا تشن هجمات في الشرق لا هوادة فيها، رغم الخسائر الفادحة التي مُنيت بها، معلقا على ذلك بأن موسكو تثأر من نجاح أوكرانيا في طرد القوات الروسية من العاصمة والجنوب الشرقي والجنوب في مرحلة سابقة من الحرب.
وأضاف “أعتقد أن روسيا تريد حقا أن يكون انتقامها كبيرا. أعتقد أنهم بدؤوا ذلك (بالفعل)”، وقال للصحفيين في مدينة أوديسا الساحلية الجنوبية “كل يوم إما يجلبون المزيد من قواتهم النظامية، وإما نشهد زيادة في عدد قوات فاغنر”.
ونقلت وكالة ريا نوفوستي الروسية عن مصدر وصفته بالمطلع أن المدفعية الروسية قصفت مساء أول أمس الأحد القاعدة البحرية في مدينة أوتشاكوف (جنوب)، مما أسفر عن مقتل 14 جنديا أوكرانيا بينهم “مرتزقة بريطانيون”.
وقال المصدر الروسي إن المعلومات التي حصل عليها الجانب الروسي تفيد بأن القصف دمر معدات وأنظمة دعم الحياة والبنية التحتية في القاعدة التي تنتشر فيها وحدة تابعة لمركز العمليات البحرية الخاصة الأوكرانية.
وأضاف أن “المرتزقة” الذين كان بعضهم بين القتلى، تولوا مهمة التدريب الخاص للمقاتلين الأوكرانيين على تنفيذ ما وصفها بعمليات تخريبية في حوض البحر الأسود وبحر آزوف.