وصغار صبية.. وهو عنوان فقرة من فقرات كلمتنا هذه.. ولكنا جعلناه عنواناً رئيسياً بما أنّه يصلح لكل الفقرات؛ ويُناسب معناها..
1/ أُرقد بسلام! نعيناه بالأمس.. فهو وُلد بعاهات – وتشوُّهات – خِلقية؛ وما كان له أن يعيش كثيراً.. وحتى إن عاش فسيكون أشبه بالميت.. فلا عقله مُكتمل النمو… ولا أعصابه… ولا أطرافه… ولا بصره.. تماماً مثل شقيقه الأول الذي وُلد مُشوّهاً من قبل.. إلا أنه عاش لأكثر من عامين؛ رغم مشاكله الصحية هذه.. واليوم شُيع الثاني هذا – الأصغر – إلى مثواه الأخير؛ وسط جزع أهله.. ووسط عدم تحليهم بالصبر.. بل ووسط عدم تصديق بعضهم أنه مات؛ وإصرارهم على الاحتفاظ بجثمانه.. ثم التعامل معه كأنه حيٌّ يُرزق.. أيُّها الإطاري الصغير: أرقد بسلام!.
2/ مسكين الأصبع! أصبع السبابة.. وواقعتان سياسيتان تتزامنان في وقت واحد لتفرزا موقفاً كوميدياً مُضحكاً.. فالأصبع كان يُهدِّد بعدم حذف نقطة واحدة من الإطاري.. وفي الوقت ذاته كان إطار الإطاري ذاته يُنسف لإبداله بآخر أشمل صورة.. وحين حدث هذا الأمر كان الأصبع لا يزال يُهدِّد.. حين حدث في مكان بعيد غير ذي إطار؛ والأصبع داخل إطار كادر المشهد.. مسكين الأصبع!.
3/ سؤال بسيط! وبسيط جداً.. ما الذي يجعل الترحيب بجهد الأجنبي – الخواجة – في شأننا الداخلي وطنية؟.. بما في ذلك حتى جهد وضع دستور لبلادنا؟.. فضلاً عن التهديد الجهير ذاك بطرق أبواب السفارات الغربية باباً باباً.. بينما يصبح الترحيب بالجهد المصري عَمَالَة؟.. وبالمُناسبة الجهد المصري هذا يجري بمُباركة من هذه السفارات الغربية.. وكذلك السعودية… والإمارات… والمُكوِّن العسكري.. فليتني أجد إجابةً عن سؤالنا هذا.. فهو رغم بساطته قد تصبح الإجابة عنه في غاية التّعقيد.. أو دعونا نقول غاية العُقَد.. وللّا السؤال ممنوع؟!.
4/ السبابة! شكراً لها.. ما كنت أظنها ذات فائدة.. لا للبلاد… ولا للناس… ولا لصاحبها… ولا لي أنا شخصياً.. ولكن هذا ما حدث مساء أمس.. فقد ذهبت لشراء فطائر من محل جديد بجوارنا.. فسألني صاحب المحل: أنت فلان الفلاني؟… فأجبته نعم.. فأقسم ألا يأخذ مني ثمن الفطائر.. بل وأعطاني واحدة زيادة وهو يقول: ياخي بتفشَّنا في اللي بهدِّدنا بأصبعه ده.. ثُمّ أضاف صائحاً: حرَّم لو جيتنا بكرة كمان ما تدفع.. فعلمت أنها قد تكون ذات فائدة.. السبابة!.
5/ شوية عيال! ومُش كِده وَبَس.. عِيَال يَغْلِب عليهم طَابِعَ الهَبَلْ… والعَبَطْ… والنّزَقْ.. وأمبارح مارسوا هَبَلاً مُضحكاً؛ كدت أن أفطفط معه من شدة الضحك.. فالورشة أوصت بتفكيك قُضاة المحكمة العليا.. يعني عايزة تفكِّك قبل ما تكتمل هي نفسها كورشة.. قبل أن تكتمل بمنشآتها… ومفكّاتها… وزرادياتها… ومفاتيحها البلدي والإنجليزي.. وخبير استراتيجي منهم خلاني أضحك زيادة.. خلاني أضحك بالحيل.. فضحكت ما همّاني شيء… على قول مصطفى سيد أحمد.. فهو كان يرغي – ويزبد – غضباً من الجماعة المُراد تفكيكها.. ونقول له كما قال حسن عطية: لو انت نسيت أنا ما نسيت.. فيبدو أنّه نسي كيف أدّى قَسَم الولاء – والطاعة – ليستوزر إنقاذياً كامل الدسم.. ألم أقل لكم إنّهم مُضحكون؟.. وشُوَيَة عِيَال؟!.