عقب صلاة الجمعة بالمسجد فقد قاضي المدينة حذائه الغالي المصنوع من جلد النمر الأصلي.أبلغ مولانا شرطة المباحث بفقدانه لحذائه (مركوب النمر) بالمسجد أثناء صلاة الجمعة وزودهم بمواصفاته ومقاسه.. بذل رجال المباحث جهوداً مضنية وقبضوا على لص أحذية معروف وهو يرتدي حذاء القاضي..أحضروا اللص لمكتب القاضي بالمحكمة وهو ينتعل مركوب النمر.. فقال رجل المباحث للقاضي (تفقد هذا الحذاء يامولانا)..بعد أن نظر القاضي جيدا للحذاء وتأكد منه، دار الحوار التالي بين القاضي واللص: مولانا للص:(الجزمة دي حقتك)؟
فأجابه اللص بثبات: لا يامولانا!!
مولانا: أين وجدتها؟اللص: والله يامولانا أنا شخصياً ابحث عن صاحب هذه الجزمة منذ ليلة أمس..
مولانا: كيف ذلك؟
اللص: يامولانا دخلت منزلي ليلاً فوجدت رجل مع زوجتي في الفراش وحينما داهمته ترك الجزمة وولى هارباً وأنا أبحث عنه الآن..الجزمة دي حقتك يامولانا؟
القاضي لا.. لا ولا بتشبهها.
هكذا حال البرهان مع الإتفاق الإطاري فبعد أن حشد له المتردية والنطيحة من أقزام الأحزاب وعملاء السفارات ووقع عليه بإشراف سادته من السفراء والمبعوثين الدوليين وقال عنه مالم يقله المتنبي في سيف الدولة، عاد ليتراجع عنه الآن.
لم يكن البرهان وحده فنائبه حميدتي بعد أن وصم حكومة حمدوك بالفشل وحشد لإعتصام القصر الإدارات الأهليه والطرق الصوفية وصرف عليه بسخاء حاتمي وحمل البرهان حملاً على توقيع قرارات ٢٥ أكتوبر التي قضت على أخضر حكومة حمدوك ويابسها، عاد وتحول لمصلح إجتماعي وناصح سياسي ليؤكد أن قرارات ٢٥ أكتوبر كانت خطأ يجب تصحيحه بالإتفاق الإطاري!!.
مثلما نكر القاضي جزمته (حطب) وتركها للحرامي تنكر حميدتي لقرارات ٢٥ أكتوبر وتركها للبرهان بل ووصفها بالخطأ ولبس لباس الإتفاق الإطاري.. بالمقابل حينما أكدت الأحزاب والمكونات السياسية والعقلاء للبرهان سوء الإتفاق الإطاري عاد ليمثل دور القاضي ويتنكر للإتفاق الإطاري.
مخرج البرهان الوحيد من (جزمة) الإتفاق الإطاري هو المبادرة المصرية التي ستجمع كل أهل السودان، أما حميدتي فهو صحبة راكب ولا تؤثر جعجعته الكثيرة في شيء.