الثورة المصنوعة التي قضت على أخضر السودان ويابسه بدأت بتدمير جامعة الخرطوم، فخلال إعتصام القيادة العامة تم نهب جل ممتلكات الجامعة وتحويل مسجدها ل(وكر) للممارسات القبيحة، وكلياتها لدور لشبيحة اليسار يقومون فيها بتصفية كل من يشكون فيه، ومشفاها المعروف ب(الكلينك) تم نهب معداته وأدواته وتم تحويله لثكنة للمتسكعين والعطالى ومتعاطي المخدرات.
لم يقف التدمير عند فترة الإعتصام فقط بل أسندت حكومة سيء الذكر حمدوك إدارة الجامعة للناشطة السياسية فدوى التي حولت الجامعة لساحة للصراع ونادي لأنصاف الساسة من الناشطين، فدمرت الجامعة شر تدمير فعلى مدى (ثلاث سنوات) من عمر الثورة البائسة لم تخرج الجامعة طالباً واحداً، كيف للجميلة أن تخرج طلابها وإدارتها مشغولة بالصراع السياسي وبإعفاء كل من يخالفها الرأي بحجة أنه كوز ففقدت الجامعة عدد من العلماء.
ذهبت فدوى غير مأسوف عليها تطاردها اللعنات وتركت الجامعة أشبه ب(جنازة البحر) بعد أن فقدت تصنيفها العالمي، وافق بروفيسور عماد الدين عرديب على تولى إدارة الجامعة رفقة نائبه العالم بروف أحمد مضوي.. قبلوا التكليف في أحلك الظروف واستطاعوا العبور بالجامعة إلى بر الأمان رغم انهم وجدوا خزينة الجامعة خاوية على عروشها وحساباتها في البنوك مغلقة ووصلت مديونيتها لأكثر من (٥٧٠) مليار جنيه بسبب سياسات فدوى العرجاء.
في أقل من عشرة أشهر إستطاعت إدارة الجامعة ترتيب الأمور وتخريج دفعتين وتعمل بجهد على فك تراكم الدفعات عبر ابتكار طريقة يدرس خلالها الطالب لثلاثة سمسترات في العام الواحد والعمل بنظام دوامين في اليوم حتى يتم فك الإختناق ومعالجة تراكم الدفعات التي وصلت لثلاثة دفع في المستوى الدراسي الواحد.
لم يعجب نجاح إدارة جامعة الخرطوم فلول اليسار فرموا بثقلهم في الجامعة وقاوموا بوضع المتاريس أمام الادارة مستغلين قضية الرسوم الدراسية كمطية لأغلاق الجامعة، وبالتالي إغلاق كل الجامعات السودانية دون النظر لمصالح الطلاب وأولياء الأمور الذين أضطر معظمهم لتسفير أبنائهم للدراسة خارج السودان.
نسبة للتضخم الذي ضرب البلاد ولرفع الدولة يدها عن التعليم نتيجة لسياسات وزير المالية الفاشل الذي يعمل بروح الإنتقام ويفكر بعقلية المتمرد إضطرت جامعة الخرطوم لزيادة الرسوم الدراسية لتغطية جزء من النفقات فوجدت الخطوة الرفض من بعض الطلاب بتحريض من فلول اليسار فطرحت إدارة الجامعة ثلاث حلول عبر لجان مختلفة هي (الأعفاء) للمعسرين والتخفيض (للمحتاجين) و(التقسيط) لبقية الطلاب.. مع تكوين لجنة عليا للإستئناف من خارج الجامعة برئاسة مولانا أبو سن رئيس القضاء الأسبق، بالأضافة لتكوين صندوق لدعم الطلاب جمع مايقارب المائة مليار تخصص للطلاب الذين لا يستطيعون دفع الرسوم.
لعمري أن إدارة الجامعة قدمت من الحلول ما لم تقدمه أي جهة في سبيل الحفاظ على مستقبل طلابها، ولكن لأن البعض لا يعجبهم إستقرار الجامعة لذا يعملمون بما أوتو من خبث حتى تغلق الجامعة أبوابها أمام الطلاب.
على أولياء أمور الطلاب خصوصاً طلاب السنة الأولى أن لا يجعلوا فلذات أكبادهم فريسة لتنفيذ أجندة الأحزاب السياسية وفلول اليسار، لذا فعليهم أن يسرعوا في إكمال إجراءات التسجيل وفقاً للحلول التي وضعتها الإدارة، وإلا فليتحملوا مسؤولية فقدان أولادهم لمقاعدهم بالجميلة ومستحيلة، لأن اللوائح تعتبر الطالب مرشح ولا تعتمده إلا بعد إكمال التسجيل ودفع الرسوم، وإدارة الجامعة ستضطر لإرجاع الأسماء لمكتب القبول لتصبح مقاعدهم شواغر يتم خلالها قبول طلاب على النفقة الخاصة.
أما فلول اليسار الذين كانوا يهتفون أيام الإنقاذ (لا تعليم في وضع أليم) فلا يحق لهم أن يتحدثوا اليوم فالرسوم في عهد الإنقاذ لم تتجاوز ال٢٥ ألف جنيه وكان الطالب يتلقى إعانة شهرية من صندوق دعم الطلاب بأكثر من قيمة الرسوم ويسكن في الداخليات مجاناً ويتم ترحيله عبر بصات الصندوق التي أحرقها طلاب اليسار خلال التظاهرات، عليهم أن يتحملوا نتائج ثورتهم البائسة والتصفيق لقرارات جبريل ف(السلام سمح وتلك نتائجه).