مثلما صارت كل مؤسسات الدولة في العهد الذي سبق قاعا صفصفا تزروها رياح الخراب وتنعق في أعاليها ألبوم ، كانت جامعة الخرطوم تلك المنارة الشامخة أصابها الجدب واشتغل فيها معول الهدم منذ إعتصام القيادة ، اعتصام القيادة الذي كان خرابا ودمارا لمنشاءات هذه الجامعة وسرقة للمتلكاتها التي كلفت الدولة أموالا طائلة حتي باحة مسجدها العتيق الطاهر دنست وصارت حانة من حانات الذي قفزوا علي الثورة ومرتعا للفساد ، فشلت الإدارة بعد التغيير فشلا زريعا في إستقرار الجامعة الأكاديمي والعلمي والإداري…. إلا بعد أن صرف الله قوما ظالمين وفاشلينالآن جامعة الخرطوم قد تعافت تماما من داء الرجوع إلي القهقري الذي كان ، إدارة جديدة تتميز بكوادر وطنية وعلميه كان لها القدح المعلي سابقا في النجاح الإداري والأكاديمي لمعاقل علمية بخبرتهم عبرت ، بروفيسور عماد الدين عرديب وأركان إنجازه بذلوا جهدا لاينكره إلا غبي واعمي البصر والبصيرة في تثبيت أطناب هذا الصرح العلمي الشامخ الذي لم يشهد للأسف الشديد تخريج دفعة منذ عام ٢٠١٨ إلا في عهد هذه الإدارة الجديدة التي لم تجد غير الديون التي ألقت بكاهلها علي هذه الجامعة والتي كانت سببا في تأخر مسيرتها التنموية والأكاديمية ، الإدارة الجديدة سددت نسبة كبيرة من الديون لم يتبق منها إلا القليل جدا وذلك بفضل تحركات الإدارة أفقيا وراسيا من أجل المحافظة علي أرضية الجامعة الصلبة التي كال عليها الذين سبقوا التراب والذي صار طينا وعفنا وخبوبا ما أعجبني أن ادارة جامعة الخرطوم الحالية ظلت تهتم بأمر الطلاب وتوليهم الإهتمام الكبير عبر منظوماتهم المختلفة وظلت تجلس معهم مرارا وتكرارا لابسين اللبس التربوي أولا قبل الإداري ، والشاهد علي ذلك الحلول التي خرجت من هذه اللقاءات بحلحلة الرسوم التي فرضتها علي الطلاب الجدد واضعة أن…لا يحرم أي طالب من التعليم بسبب الرسوم وهو شعار رفعته إدارة هذه الجامعة وقد كونت لجان لهذه المسألة والآن عملية قبول الطلاب الجدد تسري بصورة طيبة وسلسلةمبادرة تسجل سفرا من إنجاز بادرت بها الإدارة الحالية وهي صندوق دعم جامعة الخرطوم الذي انبري له عدد من الخيرين من الذين تخرجوا من هذه الجامعة ومن كرماء أصحاب وطنية وخدام للعلم ، هذه المبادرة صبت علي وضع الجامعة ودقا من خير دعما لطلابها ودعما لأنشطتهم الثقافية والرياضية ولازالت حركة هذه المبادرة مستمرة وكل يوم يظهر فيها الجديد …الجميل… المثير الخِطر !!ما لمسته أن هنالك إرادة مشتركة قوية من الإدارة والطلاب وهي الاستقرار الأكاديمي وعدم السماح بأي عمل يعكر صفو العملية الأكاديمية في الجامعة ولعمري هذا الاصرار يدعم مسيرة هذه الجامعة و إستقرارها ، علي الذين يريدون لهذه الجامعة أن لا تستقر وهم فئة معينة فشلت في الحكم وفشلت في كل ما اوكل إليها ، عليها أن تبتعد من هذا المسلك ، الطلاب الآن صاروا ليسوا من السهل عليهم سواقتهم( بالخلاء) ولعلهم قد وعوا الدرس تماما ، ولعل إدارة الجامعة تسير علي نفس الشاكلة بأن جامعة الخرطوم ستعود إلي سيرتها الأولي طالما أن الوطنيون العلماء الخلص موجودون في إدارتها ويصنعون بفهمهم وعلمهم وادارتهم الحكيمة ….من الفسيخ شربات !! .