خنقت الصدمة وحاصرت الآهة الشعب السوداني ذات صباح من الأيام الأولي للثورة (المزعومة) ووسائل التواصل الإجتماعي علي كثرتها تنقل (مراسم) شباب المقاومة جناح الحزب الشيوعي يهجمون هجمة رجل واحد علي جامعة الخرطوم ليحيلوا أصولها ومكاتبها ومعاملها وأجهزتها لكومة من حطام كجزء من فعاليات أيام الإعتصام٠٠
وتحت صيحات وضجيج الاحتفاء بذلك (الإنجاز) هجموا علي مسجد الجامعة فدنسوه بكل رزيلة وقبح ونجاسة مخلفين فيه ملابسهم الداخلية وزجاجات الخمر وعقاب السجائر بعد أن مزقوا المصاحف وكتب السيرة والفقه٠٠
معروضات مازالت تحتفظ بها ذاكرة التاريخ كأبشع مافعله هؤلاء اللئام بمساجد أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه لكن طبعهم الخسيس وصدهم عن ذكر الله سول لهم أن يحولوه حانة للخمر والدعارة وارتكاب الموبقات٠٠يومها انقسم الرأي العام بين واعٍ يري أن ذلك مؤامرة تستهدف جامعة الخرطوم تهشيماً وتدميراً وتصدعاُ وخراباً تقف من خلفها أحزاب اليسار سيما وأن إدارة الجامعة بقيادة الشيوعية العجوز الشمطاء رفضت تقييد بلاغ في مواجهتهم٠٠وبين من يري أن ماتم لايعدو أن يكون جزءً من العبث والفوضي التي كانت طبيعة المرحلة في تلك الأيام٠٠لكن الجميع اتفقوا علي إدانة ماحدث٠٠لتبدأ مرحلة استرداد الوعي٠٠هنا أدرك الشعب أن اغلاق جامعة الخرطوم ثلاثة أعوام مثل فصلاً من تلك المؤامرة اليسارية التي استهدفت جامعة الخرطوم٠٠
أغلقت أبوابها في وجه الطلاب ولولا قرارات ٢٥أكتوبر التصحيحية لكانت جامعة الخرطوم حتي الآن مغلقة٠٠هذه القرارات التي أتت بالبروفيسور العالم عماد الدين عرديب مديراً لجامعة الخرطوم لينطلق بها ويعيدها سيرتها الأولي استقراراً وبناءً وتعميراً وصيانةً وسداداً لكل المديونيات والالتزامات٠٠بعد أن وضع الرجل خطة محكمة بدأها بالترتيب الإداري منتجهاً نهجاً شورياً مكنه من اجراء انتخابات لكل عمداء الكليات حين تم اختيارهم عن حرية وتشاور٠٠ثم عمد إلي حل مشكلة تراكم الدفعات بوضع نظام ثلاثة فصول دراسية للعام الواحد وبعد ذلك إهتم بملف الامتحانات فتخرجت علي يديه دفعتان٠٠
ثم أدار ملف المال بنزاهة وشفافية أوفي من خلاله كل المديونيات التي علي الجامعة٠٠ثم خاطب مظان المال فجاد الخيرون بمالهم وتبرعوا لها ثقة في الرجل وقناعة بأهمية مشروعاته٠٠أمام ذلك كان لابد أن تقابل نجاحات الرجل بهجمة شرسة ضارية من اليساريين فاستخدموا كل وسائلهم غير المشروعة في تأليب الرأي العام ضده ولكنهم فشلوا بعد أن أحس الشعب جدية الرجل والتزامه ومبادراته وامكاناته الكبيرة٠٠وبعد أن تابع الرأي العام الاستقرار الذي شهدته الجامعة٠٠ولأن اليسار أبالسة لا تفتر همتهم من المؤامرة الدنيئة ضد جامعة الخرطوم هاهم الآن يحاولون الاصطياد في الماء العكر من خلال تسييس زيادة الرسوم التي فرضتها إدارة الجامعة علي الطلاب الجدد٠٠زيادة تمت بعد دراسة متأنية أقرتها الكليات بناء علي الحاجة للمال في مشروعات تدريب الطلاب وصيانة المعامل واستجلاب مواد لتشغيلها ثم مواصلة مشروع تحديث الأجهزة المستهلكة٠٠ زيادة تم فرضها بعد أن رفضت وزارة المالية دعم هذه الجامعة بفلس واحد٠٠
زيادة فرضت كأقل زيادة فرضت علي جميع طلاب الجامعات فمعظم الجامعات فرضت مليارات الجنيهات علي الطلاب لتغطية حاجاتها وتسيير برامجها٠٠
أيها السادة مبلغ ٥٠٠ ألف جنيه ليست كثيرة علي جامعة مثل جامعة الخرطوم فيها آلاف المعدات والأجهزة والحواسيب والمعامل٠٠مايجب أن يعلمه الجميع أن إدارة الجامعة تعاملت مع هذا الموضوع بمسؤولية ومنطق حيث جنحت لتشكيل لجان لدراسة حالة كل طالب معسر توزعت مابين لجنة للاستئناف ولجان للطعن في قرار عدم الإعفاء بامكان كل طالب أن يتظلم عندها حال فرض رسوم عليه لايستطيع سدادها٠٠أهم من ذلك فقد أصدرت جامعة الخرطوم بياناً أكدت فيه أنه لن يحرم طالب من الدراسة بسبب عدم سداده للرسوم٠٠سعدت اليوم وأنا أتابع جهد تلك اللجان التي تمكنت من الفصل العادل في حالات أكثر من ٩٠٠ طالب وطالبة تمكنوا اليوم من تكملة اجراءات التسجيل٠وسررت وأنا أزور جامعة الخرطوم وأري المئات من أولياء الأمور يسارعون لسداد تلك الرسوم وهم أكثر قناعة بضرورة المساهمة في أن تواصل الإدارة مساعيها للتجويد والترميم والبناء٠٠
وحزنت وأنا أري بعض كوادر الأحزاب اليسارية تدخل القاعات لتقنع الطلاب بمقاطعة الدراسة٠٠
من الآخر ستمضي إدارة جامعة الخرطوم إلي آخر الشوط في تنفيذ خطة إعادة بناء الجامعة وتهيئة بيئتها الداخلية غير عابئة بعبث هؤلاء الحمقي٠٠وستحقق أهدافها مادام علي قيادتها رجال في قيمة وقامة البروفيسور عماد الدين عرديب مديرها العام والبروفيسور أحمد موسي مضوي نائب المدير وأركان سلمهم الوكيل وأمين الشؤون العلمية وأمين شؤون الطلاب ودكتور عبدالملك النعيم رجال سيرة ومسيرة صدقوا ماعاهدوا الله عليه نجحوا في اخراج الجامعة من ظلمة القحاطة إلي نور الأمل في جامعة خضراء كانت وستظل في عيون الشعب السوداني الجميلة والمستحيلة٠ولنا بإذن الله عودة لهذا الموضوع٠٠