• بدعوة من المخابرات الأمريكية يتواجد هذه الأيام الفريق مفضل حسن المدير العام لجهاز المخابرات السودانية بالولايات المتحدة الأمريكية لمقابلة مراكز صناعة القرار في الولايات المتحدة الأمريكية .. زيارة الفريق مفضل لأمريكا هي أول زيارة رسمية لمسؤول سوداني إلى هناك بدعوة وترتيب وتنظيم أمريكي منذ سقوط الإنقاذ ..
• الدعوة الأمريكية لمدير المخابرات السودانية مقصودة في حد ذاتها ذلك أن أجهزة ومؤسسات صناعة القرار في أمريكا وفي مقدمتها الإستخبارات الأمريكية لديها سجل تعاون وثيق مع الأمن جهاز الأمن السوداني والذي يقف في مقدمة الأجهزة التي أبدت تعاوناً مهنياً رفيعاً مع الأمريكان الذين يعترفون علناً أن جهاز الأمن السوداني من أكفأ أجهزة ومؤسسات الأمن في إفريقيا والعالم العربي ..
• دعوة الفريق مفضل لزيارة أمريكا جاءت بطلب أمريكي خاص لتقييم الفترة التي تلت سقوط البشير وماشهده ويشهده السودان خلال هذه السنوات والتي أيقنت أمريكا خلالها بالتجربة أن تجربة القوى المدنية في سنوات وتجربة عملها السياسي والتنفيذي فقيرة ولن تقود إلى إستقرار في السودان وذلك لإفتقار المجموعات والأحزاب التي تتصدر المشهد إلي الدِربة والكفاءة التي تمكنها من إدارة الدولة السودانية بما يتوافق ورغبة أمريكا في حدوث إستقرار في السودان الذي بات مسرحاً مكشوفاً لسباق أمريكي في مواجهة تحالف صامت بين روسيا والصين ..
• تعتمد الإستراتيجية الأمريكية للقارة الإفريقية خلال العام الحالي 2023 السودان عنصراً أساسياً كمدخل للقارة السمراء .. وتخطط الولايات المتحدة الأمريكية حالياً لنقل قيادة قوات الأفريكوم إلى السودان وهو تطور يعكس حجم المخاوف الأمريكية من التمدد الروسي الصيني داخل إفريقيا إنطلاقاً من السودان ..
• السياسة الأمريكية تجاه السودان خلال العام الحالي ترتكز علي ثلاثة محاور..اقتصادية ، دبلوماسية وعسكرية ..وتريد واشنطن أن تقرأ مع قيادة جهاز المخابرات السوداني مستقبل المرحلة المقبلة على ضؤ معالم الشواغل الإستراتيجية لأمريكا في إفريقيا ..
• ليس سراً أن أجهزة المخابرات الأمريكية تطبخ مع شركاء إقليميين ودوليين في المنطقة وعلي نار هادئة مخرجاً لحالة التوهان السياسي التي يعيشها السودان حالياً ..المخرج وفق الرؤية الأمريكية القادمة سيكون عبر تسويق تسوية توافق سوداني سوداني يعمل علي جمع الفرقاء السودانيين الفاعلين في المشهد السياسي السوداني للخروج من وحل العراك الحالي وذلك بقبول معادلة تحقق الحد الأدنى من التوافق الذي يحفظ لكل طرف مصالح معقولة بعيداً عن تهريج شتات الناشطين السياسيين الذين أثبتوا بالتجربة أنهم لايعرفون الفرق بين إدارة الدولة وبين العمل في وظائف دنيا بالمنظمات الدولية ..
• ربما لا يستوعب الكثير من فرقاء المشهد السياسي السوداني أن تقدم أجهزة المخابرات الأمريكية دعوة رسمية لمدير المخابرات السوداني وكبار ضباط جهازه للحضور إلى أمريكا للتفاكر ..لن يستوعب بعض الناشطين السياسيين هذا الخبر ..لكنها الحقيقة التي تقول ان أمريكا لاتبحث عن الديمقراطية في إفريقيا ..إنها تبحث عن الإستقرار الذي يحفظ مصالحها الجيوسياسية ..مصالح لاعلاقة لها بهتاف وعويل لا يتجاوز حدود وسط الخرطوم !!