الأخ المشير عمر حسن أحمد البشيرالسلام عليكم والتحاياوأنت تربض في مراقيك وخلوتك العرفانية الرحيبة، وتنفك من قيد الوظيفة إلى طلاقة الرمزية الشريفة، وتتولى بشرف الرجال كل تبعات الثورة لتفك أسر العسكريين والمدنيين بشجاعة عُرف بها السودانيون والجنود البواسل والجعليون الفرسان الذين يحملون أمانة التكليف الحاضرة والقادمون في الأرحام.لقد أصغى الشعب السوداني قاطبة في تقدير بالغ لكلماتك النابضات الناصعات وهي تشق أنفس خصومك الكاسيات العاريات، لقد أشاعت فيهم تلك المرافعة التاريخية الهزيمة والضياع والوضاعة والخوف من مجهول الحاضر اليائس والمستقبل الظلامي البائس. وانطلقوا مولولين صراخاً ومفردات في منابر الميديا التي لا يعرفون غيرها جماهيراً ولا ساحات، وما زادهم نضال الكيبورد إلا انكساراً وانحداراً وسقوطاً.ولأني أعلم مطالعاتك في التفسير والفقه والسياسة والأدب فإني أهديك أبيات المعري للتعزي والصبر الجميل من كيد الأجنبي وافتراءات عملائه من القحاطة الآفلين:
إذا وصفَ الطائيَّ بالبخل مادرٌ
وعيَّر قسَّا بالفهاهةِ باقلُ
وقال السُّهى للشمسِ أنتِ خفيةٌ
وقال الدُّجى يا صبحُ لونك حائلُ
وطاولت الأرضُ السماء سفاهةٌ
وفاخرت الشهبَ الحصى
والجنادلُفيا موتُ زُرْ إن الحياةَ كريهةٌ
ويا نفسُ جدي إن دهرَكِ هازل