المطمئنة بسلام الي ربها الرحيم بعد رحلة طويلة من الجهاد في طريق العلم والدعوة والتعليم والفكر والسياسة والدفاع عن حقوق المرأة السودانية ..- العالم والداعية ومعلمة الاجيال رحمها ربي (بروف سعاد الفاتح البدوي ) توب ساكوبيس سوداني ناصع البياض غزلته عفة وطُهرا وحشمة لمحاربة دعاوي التحرّر من قيم الدين والإنحلال من كل موروث والاستلاب العلماني المدحور .. ومضت بجسارة الابطال تنازل كل طاغوت اليسار وواجهاته وافكاره الشائهة منذ صباها وحتي إنكسار القوس ..- أمنا سعاد البدوي اقول كسرت قيود القداسة والعادات ضد تعليم المراة فكانت من اوائل من تخرج من جامعة الخرطوم 1952م بجوار الاعلام دثريا امبابي وفاطمة الطالب .. -ونالت شرف اول امرأة مؤسسة بالحركة الإسلامية السودانية .. وأول امرأة سودانية تجلس علي كرسي الأستاذية (بروفيسور) بالجامعات السودانية 1990م .. وأول سودانية تفجّ صفوف القصر (الغردوني) بارفع موقع سيادي مستشارا للرئيس لشؤون المرأة.. ياللشموخ وكأن اقدار الزمان طوع يديك..- ثم كسرت قاعدة احتكار الرجال في التحدي والنزال وصوتها المبحوح باليقين والتوكل يخلع ابواب اليسار ويهدم بيوت الطين وهي تقوي جحافل المؤمنات ضد (شوقي الشيوعي) وهو يسبّ نبي الرسالة ويتسور شرف الإسلام بالإساءة الي أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها فتهزم اكبر حزب شيوعي بأفريقيا والزمان احمر واليسار السوداني مفرود العضلات يهتك ستر كل قيمة وخُلُق (وسعاد) خنساء السودان لا تغمد سيفها الا والشيوعي مطرود مدحور مخزول بأمر نواب الشعب وقرار الشعب والازهري يخاطبها بوطنية تنضح بالجلال وتأتز بالكبرياء .. – ثم ذات (سعاد) لا تبكي ابو الوطنية ورمز الاستقلال (الزعيم ازهري) مثل ربّات الخدود والدثور بمناحة ودموع ولكن تحرّك المواكب ووتجوب امدرمان ومايو تحظر الحداد علي روح ازهري الطاهرة والاذاعة السودانية تهتف بتمجيد مايو وتنعيه (بالمدرس وبس).. -أمنا(سعاد) صوت حين يصدح ويد عندما تلوّح فإن أمرًا قد حَزِب وخطرًا يوشك ان يحِل وعلي الجميع الصمت والانتباه ومن ثم التنفيذ وهي صاحبة الراية والراي والفكر ما خرجت الا نُصرة لمظلوم أو ردًا لحق او دفاعًا عن قضيّة .. وكانت هي عنوان وكتاب الدفاع عن حقوق المرأة السودانية وكسبها وتموضعها في العمل العام والسياسي والاجتماعي قاتلت بصبر منذ الجبهة الوطنية النسوية منتصف الستينات ومدافعة مايو وحتي دستور العام 2005م لتقتلع كوتة للمرأة بالبرلمان 30٪ والجهاز التنفيذي ثم لتصبح جزأً من دستور حزب المؤتمر الوطني الذي هي من مؤسسيه وقياداته الأنوار..- (سعاد) هي الوحيدة التي تنادي الرئيس السابق (البشير) فكّ الله اسره (ياعمر) فيرد (بإبتسام) وتامره في العام وخير الناس وقضايا المرأة المفطورة عليها فيجيبها (حاضر تمام)..- (وسعاد) وهي سليلة بين العلم والمحراب وحائزة ارفع الشهادات العلمية بالجامعات البريطانية والسودانية وذات المهنية العالية والعلم الرفيع والخبير بالجامعات السعودية والامارتية (بمرتباتها العالية) تختار وطنها ورسالة التعليم والدعوة فتعيش وسط الناس بأمدرمان بتواضع العلماء واخلاق الدعاة وزُهد المتصوّفة .. فتلبس من الثياب ازهدها وتختار من العبارات الطفها وابسطها وتنتقي من الصلات أقرب النّاس الي النّاس واحب النّاس اليهم وأرفقهم بهم وأحنّهم عليهم دون تكلّف ولا تعالٍ بين شعبنا مذموم .. -(سعاد) وهي تزحف نحو التسعين والمرض يهجم عليها كانت تشكمه بعدم الاستسلام فتحضر اجتماعات المكتب القيادي بعكازتها ترفرف ضحكتها فتظلل الحضور طمانينة ووقار وتذكرهم وتواصيهم حقا وخيرا وتنصرف.. يحطنها ماجدات الدعوة ودروب الجهاد والمعرفة بروف عائشة الغبشاوي بروف سمية ابوكشوة ودرجاء خليفة وسامية احمد ودانتصار ابوناجمة وداميرة الفاضل ودسامية هباني ودسامية حسن والعشرات ممن اوفت لهُن الرعاية والتدريب وتورين التجربة فاوفين لها الوداد وحمل الامانة ..-أمنا (سعاد) نديدة العلم المُجدّد شيخ حسن الترابي المولوده في العام 1932م الان تضع رَحلِها وحملِها الثقيل بعد التسعين عمر الدعوة والعلم ومعارك الحق وجولات قهر الباطل وتترجّل لتلحق بنجوم لطالما اعياها الشوق اليها شيخ حسن وشيخ صادق عبدالله وصادق الكاروري ويس والزبير .. لتسكُن الروح المقاتلة والجسد المعلول وبنفسها شي من حزن وقلق علي وطنها وشعبها ودعوتها وإسلامها .. والاقدار تحرمها من الصلاة عليها ودعاء إخوانها المشير البشير وشيخ علي عثمان ودعلي الحاج وشيخ إبراهيم السنوسي وشيخ مهدي ابراهيم .. – اللهم ارحمها واغفر لها واحشرها في زُمر الصديقين والشهداء والصالحين ..