اقامت وزارة الصحة ولاية الخرطوم الاجتماع التفاكري الخاص بمناقشة القوي العاملة بالوزارة وملاءمتها مع هياكل الإدارات المختلفة وتفعيل نظم استفادة كل ادارة من العدد الموجود بداخلها وذلك منعا للترهل الإداري .. بحسب ما جاء فى الأخبار الاسبوع السابق ..
واكدت الوزارة سعيها الي إكمال هياكل كافه الإدارات و إنزال الفائض الي محليات ولايه الخرطوم ، وذلك سعيا من الوزارة الي تمكين وتمتين النظام الصحي المحلي بجعل كل محلية وزارة صحة مصغرة ، و تنفيذ كل الانشطة عبرها ، و جعل الوزارة تتفرغ الي وضع السياسيات و الموجهات و البروتكولات ..
وكشفت الوزارة عن وضعها عدد من السيناريوهات وذلك بالجلوس مع المحليات و المتابعة و إنزال الوحدات الي المحليات مع الوضع في الاعتبار الإمكانيات المتاحة و ضمان ان تكون اعاده الترتيب متسقه مع الوصف الوظيفي و الهيكل التنظيمي ..
و صرح مدير الإدارة العامة للطب العلاجي ان ادارته المكونه من تسع إدارات بلغ عدد كودراها حوالي (٣٥٥) كادر وان إدارته لديها بعض النقص في بعض الأقسام .. فى وقت يوجد حوالى (40) كادر فى كل قسم من اقسام الادارة العامة للطب العلاجى لوحدها و مديرها يصرخ هل من مزيد .. اكتفى بهذا الجزء من الخبر وإن كان ببقية الخبر ما يشيب له راعى الضان فى بادية كردفان ..
ونرى بان وجود هذا الكم الهائل من القوى المتكدسة برئاسة وزارة الصحة لم يتنزل من السماء ، بل جاء بفعل قرارات الاستيعاب العشوائية التى نفذت فى ظل شح بائن للاطر الصحية بمؤسسات تقديم الخدمة للمواطن ، بل نجد انه ببعض مؤسسات الولاية العلاجية و صل النقص مرحلة اغلاق تخصصات بحالها لانعدام وجود الكوادر ، و الاعلام ينضخ بالامثلة العديدة ..
ان تفريغ وزارة الصحة دون هيكل وظيفى محكم و مرتبط بالمناشط الحقيقية للمحلية يعنى نقل المشكلة من المستوى الولائى للمحليات لا غير ، فى ظل شلل المستوى المحلى عن اداء مهامة الان بفعل ضعف الامكانيات والشواهد كثيرة اولاها انهيار خدمات صحة البيئة ..
بعد اخير :
ان افترضنا جدلا بصواب هذا التوجه بتفريغ الترهل الزائد بمكاتب وزارة الصحة لتبتلى به المحليات ، اشرافا واستحقاقا ، فكيف ستتمكن المحليات العاجزة ماليا عن تنفيذ مهامها حاليا من الايفاء بهذه الاستحقاقات المهولة الجديدة ؟! وهل ستنزل وزارة الصحة الميزانيات المخصصة حاليا لهم للمحليات ؟! وهل ستتنازل وزارة الصحة عن ايرادات مؤسسات الطب العلاجى والرعاية الصحية والعون الخارجى للمحليات ؟!
بعد تانى :
تابعت باهتمام ملف ضباط الصحة الذين اعادتهم محلية الخرطوم لوزارة الصحة بعد قيامهم برفع مذكرة عن سوء الحال التنفيذى وبيئة العمل التى يواجهونها بالمحلية مما جعلهم عاجزين عن القيام بمهامهم .. فغضبت المحلية وساندتها الوزارة فتم اعادتهم تعسفيا لوزارة الصحة بحجة ضعف الاداء .. فهل هذا السناريو البائس ينطبق على اخرين ام هو معزول ؟! وكيف لا تتكدس وزارة الصحة وحلحلة قضايا العاملين بالولاية تتم بهذا المنهج المعوج ..
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا يا أرحم الراحمين
مصعب بريــر
20 ديسمبر 2022م
musapbrear@gmail.com