كتب الكاتب الكندي Jude Idada من أصل نيجيري، مقالاً بذات العنوان أعلاه حول عدم وجود لاعبين سود في المنتخب الأرجنتيني، قال بينما يشاهد مباراة الأرجنتين وايسلندا لم يلحظ لاعباً أسود في الفريق الأرجنتيني، في حين أن كل فرق أمريكا الجنوبية بها لاعبون سود.وقال، تذكر مُحادثة سابقة وهو في رحلة بحرية من ولاية فلوريدا الأمريكية إلى جزر كايمان الكبرى في البحر الكاريبي، حيث تعرف على طبيبة أرجنتينية، وقالت إنها تحب الرجال السود وتتطلع إلى السفر حتى تتمكن من مقابلتهم.قال سألتها أليس لديكم سود في الأرجنتين، قالت بصراحة لا، منذ زمن طويل بعد العبودية قتلناهم جميعاً.قال دُهشت وانتظمت هي، واصلت: هذا شيء سيئ أشعر بالخجل من بلدي، لأن القتل كان منهجيًا.أولاً أجبروا معظم الرجال على القتال من أجل الأرجنتين ضد باراغواي وارسلوهم عن دراية الى معارك كانت سيئة التخطيط حتى يقتلهم الباراغوائيون ومات معظمهم هناك، أما الباقون فقد أُجبروا على العيش في ولاية موبوءة بالأمراض، ورفضوا إنشاء مستشفيات أو عيادات أو حتى مأوى مناسبة، تركوهم بلا أي شيء وخلقوا أفضل بيئة للمرض ليزدهر.وقالت كلما كان الرجل أغمض اللون، كلما زادت فرصة إرساله للعيش في تلك الولاية الموبوءة بالأمراض أو الحرب ليموت، والنساء السود أُجبرن على النوم مع الرجال البيض لينتجوا أطفالاً خلاسيين، ثم أجبروا النساء الخلاسيات عندما كبرن للنوم مع الرجال البيض ليصبح سواد الجلد من الأطفال أكثر بياضاً حتى لم يعد هناك اي شخص أسود واضح.كان الأمر سيئاً للغاية، هرب السود الى تشيلي وبيرو وبوليفيا والبرازيل وحتى باراغواي، حيث تم التعامل معهم بشكل أفضل على الرغم من عدم معاملتهم بشكل جيد كما ينبغي كبشر يستحقون المساواة الكاملة، على الأقل لم يرغب هؤلاء في قتلهم مثلما فعلنا لهم، بل قبلوا منحهم الحماية وسبل العيش.وفي تشيلي كانت هنالك مدينة تسمى أريكا قبل فيها السود باحترام حتى عام 1700م، كان هنالك رجلان أسودان حران، أحدهما يسمى انزوريز اُنتخب عمدة للمدينة، ولكن الأساتذة الاستعماريون البيض من إسبانيا جاءوا بعد ستة اشهر، ألغوا الانتخابات، كانوا يخافون من مدن أخرى تمنح السود حقوقاً كثيرة، ولكن السود الذين وجدوا عوناً لم يكونوا يشتكون، إنما أرسلوا للآخرين في الأرجنتين يحثونهم على الهرب للانضمام إليهم في تشيلي.ثم صمتت برهة وبنبرة حزينة، قالت الذين لم يقتلهم الأرجنتينيون من خلال إرسالهم للحرب أو تركهم للمرض أو الموت أو الاغتصاب والتلقيح هربوا من البلاد وفي النهاية تخلّصنا من السود تماماً. ثم قالت على الرغم من أنهم ألغوا العبودية عام ١٨١٥م في الأرجنتين، إلا أنها استمرّت حتى العام ١٨٥٣م، بعد ذلك كان الشغل الشاغل للقادة هو كيفية التخلص من العبيد السود وأحفادهم.قالت، كتب رئيسنا من عام ١٨٦٨م الى ١٨٧٤م دومينغو فاوستينو سارمينتو في مذكراته عام ١٨٤٨م أي قبل وقت طويل من توليه الرئاسة وانتهاء العبودية، كتب في الولايات المتحدة أربعة ملايين من السود وخلال عشرين عاماً سيكونوا ثمانية ملايين ما الذي يجب فعله مع هؤلاء السود.لقد كان يفكر بالفعل في كيفية القضاء على السود قبل أن يصبح رئيساً وعندما أصبح رئيساً نجح في القضاء عليهم.سألها الكاتب هل فعل العالم شيئاً؟قالت لا لقد تجاهلوا ذلك، وقالت أنا متأكدة من أنّ معظمهم أرادوا فعل نفس الشيء ولكنهم فشلوا في ذلك الوقت وأعجبوا بما حدث للسود في الأرجنتين، لكنهم لم يستطيعوا فعله في بلدانهم.قالت أذكر لما كنت طفلة أذهب الى البرازيل، كان لأبي صديق برازيلي ينظر للبرازيليين السود باشمئزاز، ويقول كان يجب أن يكون لدينا شجاعتكم في جعل البرازيل بيضاء مثل الأرجنتين.وقال سألتها مرة أخرى وماذا فعل الأوروبيون؟ضحكت ثم قالت إنه سر مكشوف تماماً مثل الملك ليوبولد وإبادته الجماعية في الكونغو، لا أحد يتحدّث عن ذلك لكنهم جميعاً يعرفون ما حدث على الأقل لكبار السن.ثم قالت له لماذا تعتقد أن كل النازيين جاءوا الى الأرجنتين بعد الحرب العالمية الثانية؟قالت لأنه المكان المثالي لأعظم العنصريين الشريرين في التاريخ.وقالت من المؤسف ان الأرجنتين لا تزال ترحب بالكراهية العنصرية وتستوعبها. أخذنا التانغو من الأفارقة وجعلناه ملكنا ولن يخبرك شخص واحد بالتاريخ الحقيقي لتلك الرقصة.وإذا سألتهم عن السود في الأرجنتين سيخبرونك أنه لم يكن هنالك أشخاص سود في الأرجنتين، هكذا يعلمونهم في المدارس ويعيدون كتابة التاريخ ليجعلوه أبيض اللون.نظرت إلى صديقاتها، ثم قالت لا تنخدع من تلك الابتسامات، اخدش السطح سترى أن كل ذلك سيختفي.لقد عاشت أوروبا في فترات أذلت العالم وقتلت الملايين ونهبت ثروات الشعوب واسترقت أفريقيا وطمست تاريخ شعوب ذات حضارة.الآن تتحدث عن الحرية وحقوق الإنسان.. إنه الكيل بمكيالين.