وكالات : كواليس
فنانة بارعة، تتمكن من التلوين بين الشخصيات المختلفة بسلاسة وصدق، والأهم هو تقمصها وتوحدها مع الشخصيات التي تقدمها، هي الفنانة عبير صبري، والتي تحدثت في حوار مع “العربيه.نت” عن تفاصيل وكواليس نجاح مسلسلها الأخير “يوتيرن”، وكيفية براعتها في ثباتها الانفعالي الذي جذب الأنظار، بالإضافة لتعاونها مع الفنانة ريهام حجاج والانتقادات التي طالها المسلسل أثناء عرضه في الموسم الرمضاني، فضلًا عن مشروعاتها المقبلة.. وهذا نص الحوار:
بداية.. حدثينا عن نجاحك في التنوع بين الأدوار وبشخصيات مختلفة؟
هو توفيق من الله أن أختار دائمًا شخصيات مختلفة وأرى أن على الممثل عبئا كبيرا لتجسيد الشخصية بشكل مختلف حتى وإن تم تقديمها بأعمال سابقة، فالمؤلف يضع خط سير للأحداث وسيناريو للحديث أثناء المشهد، وهذا يعتمد على أداء الممثل وقدرته على الاندماج إلى جانب تعليمات المخرج. فالنسبة لي أحاول دائمًا بكل شخصية أجسدها أن أضيف إليها تفاصيل جديدة ينبهر بها الجمهور وقت مشاهدتها، بالإضافة للتركيز على التركيبة النفسية والتى أعتبرها الأهم فى التحضير للشخصية.
وكيف تقومين بالعمل على التركيبة النفسية لكل شخصية؟
أبحث عن مراكز النقص بشخصيتها وأمراضها النفسية وتاريخها وطفولتها التي عادة ما ترتكز عليها العُقد النفسية والتي تؤثر سلبًا في مستقبلها وحياتها فيما بعد، والتي تتحول للممثل إلى لغة الجسد للتعبير عن تفاصيل الشخصية والاندماج في الأحداث.
وكيف كان تعاملك مع شخصية “هدى” في مسلسل “يوتيرن”؟
تعاملت معها بكثير من الخوف والتوتر لأنها دور جديد بالنسبة لي، حيث تتزوج من رجل أصغر منها بالعمر، وهذه الشخصية منتشرة للغاية من حولنا في الواقع، والمجتمع نفسه ضد هذه الفكرة على الرغم من أن زواج الرجل من امرأة تصغره بالعمر أمر عادي، لذلك كنت أمام شخصية صعبة ومرفوضة من المجتمع، ولكنني سعدت بدور “هدى” في تقلباتها وتناقضاتها ومفاجآتها.
وكيف جاء ثباتك الانفعالي بشخصية “هدى”؟
هذا ما كنت أتحدث معك به، أنني أجسد حالة الشخصية وأتعمق في تفاصيلها وتاريخها، وهو ما جعلني أتخيل طباع شخصية “هدى” التي قدمتها، وتصورت أنها هادئة، مطيعة، ومضحية ولديها ثبات انفعالي لأنها تدير شركة بورصة وتتزوج من رجل يصغرها بالعمر والمشاكل مع والدته وعائلته لاتنتهي مع “هدى” إطلاقا، لذلك كان من الضروري أن يكون لديها ثبات انفعالي وهدوء للحفاظ على استقرار علاقتها بزوجها.
برأيك هل نجح مسلسل “يوتيرن” في تجسيد مشكلات المرأة؟
بالطبع، ولكن جزء كبيرا منها وليس جميعها، فالمسلسل ناقش قضايا تهم قطاعًا كبيرًا من السيدات اللواتي يواجهن أزمات في حياتهن، ويجدن أنفسهن في مأزق، لا يعرفن كيف يتصرفن تجاه المشكلات التي تحيط بهن، فهو بمثابة رسالة توعية للمجتمع وللسيدات والفتيات.
وما تعليقك على الأصوات التي تنادي بضرورة تضحية المرأة من أجل أسرتها؟
أتفق وبشدة بالطبع، فأنا أؤمن إيمانًا شديدًا بفكرة تضحية المرأة من أجل أسرتها، وهذا المسلسل يؤكد أهمية تلك الفكرة، وأهم ما يميز المسلسل هو أن الأحداث قريبة من الواقع، إذ يناقش العمل قضايا تهم كل أسرة مصرية.
المسلسل تعرض لبعض الهجوم أثناء عرضه.. برأيك ما السبب؟
إنها لجان إلكترونية تهاجم ريهام حجاج، وهذا يحدث في كل عام بعيدًا عن المسلسل، وأنا أتعجب من هذه التصرفات، فلماذا يُسخّر شخص المال والوقت والجهد لإيذاء شخص يصنع فنًا، فالمسلسل ناجح بكل المقاييس ويعتبر عملًا فنيًا كبيرًا، وأنصح المهاجمين بأن يكونوا منطقيين، وأن يشاهدوا العمل دون تصيد للأخطاء.
بعيدًا عن الهجوم.. كيف كانت أجواء الكواليس مع ريهام حجاج؟
الكواليس مع ريهام حجاج ممتعة، وهي فنانة محترمة للغاية وتجتهد جدا في عملها وشخصية طيبة جدا تساعد الجميع ومحبة لكل زملائها، “أنا كنت بشوفها في أعمال السابقة وتعجبني كممثلة ولما اشتغلنا مع بعض حبيتها جدا هي حقيقي بنت جميلة من جوه وبره وبقينا أصدقاء جدا من وقت ماشتغلنا المسلسل”.
هل سبق وقامت عبير صبرى بـ (تحول) “يوتيرن” فى حياتها؟
“أكيد عملت أكثر من يوتيرن في حياتي”، ولا أعتقد أنه من الصعب القيام به وإعادة الحسابات بأي لحظة، ولابُد من الاتجاه لهذا الطريق فورًا إذا لم تشعرين بالسعادة أو الراحة بالمكان أو الأشخاص المحيطين بك.
وأين عبير صبري من السينما؟
أستعد لطرح فيلم “ليلة العيد”، وهو فيلم مميز بالنسبة لي، لأنه يجمعني مع كوكبة عظيمة من نجوم الفن على رأسهم سيدة المسرح العربي القديرة سميحة أيوب، إلى جانب كل من يسرا، سيد رجب، ريهام عبدالغفور، مايان السيد، محمود حافظ، يسرا اللوزي، هنادي مهنا، أحمد خالد صالح، والفيلم من تأليف أحمد عبدالله، وإخراج سامح عبدالعزيز، كما أنه يتناول موضوعا شيقا للغاية.
وماذا يتناول الفيلم؟
الفيلم تدور أحداثه في إطار درامي، ويتناول قضايا المرأة أيضًا، من خلال معاناة عدة سيدات يعشن على جزيرة ما، ويتعرضن لعدة مشاكل بسبب عدم تفهم الرجال لحقوقهن، فالفيلم يقدم 6 بطولات لكل منهن حكاية مختلفة، حول عدة قضايا واقعية تثار دائما في مجتمعنا الحالي منها “زواج القاصرات”، و”ختان الإناث”، كما يتطرق للحديث عن قهر المرأة بشكل عام، في مراحل الطفولة والشباب”، وذلك خلال ليلة واحدة هى ليلة الوقفة وأول أيام العيد، ومن المقرر عرضه في موسم أفلام عيد الفطر المقبل.
وأخيرًا.. ما تقييمك لتجربة المنصات الإلكترونية؟
تجربة مميزة للغاية، وبها أفكار مميزة وللأسف نحن ما زلنا بعيدين عنهم، وأرى أننا ندور في فلك ألف ليلة وليلة.